Sunday, August 3, 2008

ما هكذا يحن القلم... للورقات


ما هكذا يحن القلم للورقات ، و ان طال الغياب – كثرت او قلت الاسباب – فللقلم وقع آخر على هذه الورقة ، و له آثر لا يزول بزوالها ، ففي كل مرة يجري هنا ألمي اتذكر المرة السابقة ، و في كل مرة يبكي هنا وجعي استقي منه الوحي لأنظمه هاهنا ، حيث لا من يُكذّب ولا من يصدّق ..


أتذْكر يا … أتذكر كيف بدأنا على هذه الورقة ، ليست نفس الورقة ، لكنها تتحمل نفس المقدار من جرعات الالم ، و تشرب ما يسقط عليها من دموع دون ان ترتوي ، و تقول هل من مزيد ؟!!، أتذكر ؟؟ - لا أظنك تذكر ..فما هكذا يحن القلم للورقات !


أتذكر يا …. كيف اتهمتني بالكذب ، مع ان الورق لا يكذب و لا يكذّب ، لكنك اتهمتني به لأني رفضت تجاوز حدود الورقة البيضاء ، لأني لم ارد الخروج الى العالم الاسود ، و احببت الورقة التي كلما خضبناها بمدادنا قلبناها و عدنا لنرسم عليها احلاما و آلاما و ذكريات اقل ايلاما ، اتذكر ؟! – لا اظنك .. فما هكذا يحن …


أتذكر يا ... فراشا من الورد الوثير رسمته هنا .. لك ، و قلبا من .. ايضا هنا .. لك ، و هل ذنبي اني لا املكه الا هنا !! أتذكر يا ... سربا من الحمام رسمته لي هنا ... ثم قلت لي انه لا بد ان يهاجر ... انتظر ... هذه بحيرة هنا ، و حقل قمح هناك ، و الشمس الدافئة تلفح سمرة وجوهنا .. فإلى اين تهاجر؟؟ ... تعال يا .. اسكن معي .. في حدود الورقة و في ظل القلم ... فأنا خارجها تائه لا أعرف الطريق و الشمس حارقة ان لم يحن القلم للورقات...


ما هكذا يحن القلم للورقات .. نعم فحنينه دائما اجمل ، و لكن هكذا يحن الألم للورقات ، و اعلم يا ... ان حدود الصفحة بلا حراس ، و لأي قلم ان يطأ بخربشاته هنا او هناك ... و لن يعارضه احد .. بل سيتسابق مع قلمي ايهما يصل السطر الاخير اولا .... لنقلب الصفحة معا .. لكن دون ان نخرج من حدود الورقة...


يزيد عيد
مش منقول
3/08/2008